Numéro 09 thématique de la revue Didactiques
Littérature et enseignement/apprentissage de la langue : des relations au gré des évolutions historiques et des représentations méthodologiques
الأسس المعرفية لمقاربة النصوص الحجاجية عرض مفهومي لمصطلحي :(الحجاج اللغوي) و (العامل الحجاجي).
كمال بخوش
مخبر تعليمية اللغة و النصوص - جامعة المدية
ر.د.م.ك: 0436-2253 | الايداع القانوني: 2012-2460
إن أي محاولة لبسط مسألة الحجاج اللغوي و ما تعلق بها من جهاز مصطلحي و مفاهيمي ، تحتم علينا الانطلاق من جهود اللساني الفرنسي أوزوالد ديكرو
We can never deal with the issue of linguistic argumentation and the terms and concepts related to it without referring to the works of the French linguist Oswold Ducrot. This linguist did not really follow the language philosophers especially Herbert Paul Grice who tried to find out the rules and the principles which frame our speech in a communication, because from 1972, he aimed at proving the non-deductive concept for language use. So, in this article we are going to tackle the topic of argumentation concentrating on the argumentative factors.
إنَّ البحوث التي قام بها ديكرو حول الحجاج، ارتكزت أساسا على محاولة الحدّ من اللجوء المفرط للمبادئ التداولية، والاتكاء أكثرعلىالوصف الدلاليللملفوظات، محاولا تفسير بعض الوقائع الدلالية ( الصدقية ) باعتبارها نتائج لدواعي حجاجية ( جاك موشلر و آن روبول ،2010، ص 229-230) ،وهو تصوُّر ينطلق من بحث علاقة بنية اللغة و أوجه استعمالاتها البلاغية الممكنة، وفق ما يسمى في أدبيات الدرس التداولي بالتداولية المدمجة
فمن منظور التداولية المدمجة يرى ديكرو أن تأويل الأقوال وفهم المقاصد يبدأ من تحديد دلالة الجملة [2] ، وهذا الوصف الدلالي ضروري لفهم ما قيل، إلا أنَّه غير كاف بما أنَّ الأقوال تكوَّن باستخدام الجمل في مقامات مخصوصة ، لهذا فإنَّ تأويل قول ما يتطلب رصد تقاطع الاعتبارات اللغوية ( البعد البنوي ) مع اعتبارات غير لغوية ( البعد التداولي).
إنّ تأويل قول ما وفق تصوُّر ديكرو، يتضمَّن مرحلتين متلاحقتين: تتَّجه المرحلة الأولى من الجملة إلى الدلالة، وتتجه الثانية من الدلالة إلى المعنى ، ولا تؤخذ ملابسات الكلام إلا في المرحلة الثانية ، ذلك أن المرحلة الأولى مستقلة بالتحديد عن هذه الملابسات
بناء على هذا فإن التداولية المدمجة تهدف إلى وصف قول ما وفق مسار مكوَّن من مرحلتين متعلقتين بالمكونين اللساني والبلاغي، "فخرج المكون اللساني هو دلالة الجملة من حيث هي كيان مجرَّد يتحقق بواسطة القول الذي يمثل في حد ذاته نتيجة الحدث التاريخي المتمثل في إلقاء القول،أما المكون البلاغي فدخله هو خرج المكون اللساني، بالإضافة إلى ملابسات إلقاء القول ، أما خرجه فمعنى القول"( جاك موشلر و آن روبول ، 2010، ص 230).
في بحث مسألة تأثير المقام في الجملة يقدِّم لنا (ديكرو ) تصورين
● التصور الأول : تأثير المقام في الدلالة
يفترض أن المقام لا يفعل فعله مباشرة في الجملة، وإنما في دلالة الجملة فحسب ( حصر الدلالة)، ومن ناحية أخرى لا يفعل فعله في القيمة التي قد تكون للألفاظ وهي معزولة ، وإنَّما في القيمة الناتجة عن انتظامها تركيبيا داخل الجملة .
● التصور الثاني: وظيفة المقام التخصيص.
تكون وظيفة المقام التخصيص عندما يتعلق الأمر بالقيمة الإحالية[3]، أوالقيمةالحجاجية[4]، فالجملة في حد ذاتها هي التي تقتضي أن عبارة : هنا ينبغي أن تعيِّن المكان الذي يجري فيه الكلام، أو أن القضيتين:(ج ) و( ق) في البنية: (ج لكن ق ) يتعيَّن على إحداهما أن تقرّ النتيجة في حين تبطلها الأخرى ، وحينئذ يقوم دور المكون البلاغي على البحث في المقام عن عناصر قادرة على أن تملأ الخانات الفارغة المسجلة في دلالة الجملة و يتم هذا وفقا لتعليمات مقروءة في الدلالة.
ومن ثم فإنَّ ديكرو يرى أن الوصف اللساني للغة ما، ينبغي أن يتيح تفسير السبب الذي يجعل قولا معينا في مقام خطابي معين قابلا لمعان مختلفة، يمكن فعليا أن تسند إليه[5] ، هذا على اعتبار أن منطق اللغة يسبق منطق التخاطب "فأولى وظائف اللغة تتمثل في أن توفر للمتخاطبين مجموعة من طرق العمل المنمطة التي تمكِّنهم من أن يقوموا بأدوار، وأن يفرض بعضهم على بعض أدوارا أخرى من بين طرق العمل التواضعية ، التي يسبق وجودها استعمال المتخاطبين لها "
فمنطلق التداولية المدمجة هو الوقوف عند حدود دلالة الخطاب، انطلاقا من المظاهر اللغوية القابلة للقراءة على "أساس التوجيهات و التعليمات التي توفرها أبنية اللغة للقائل،حتى يوجه خطابه وجهة ما"( شكري المبخوت ، د.ت، ص 359)،أي القواعد التي تحكم تكوين الخطاب وترابطاته الممكنة، فالرهان في التداولية المدمجة، يرتكز على إدماج الأبعاد التداولية في صميم الدراسة الدلالية اللسانية، ومن ثم يتعين على الدارس النظر إلى الملفوظ -ما دام يمثل معطى تداوليا - كعنصر ينتمي إلى نسق اللغة و بنيتها.
إذن فتحليل القول في إطار التداولية المدمجة ، يكون اعتمادا على الربط بين جملة من المعطيات اللغوية، التي تعود إلى المكون اللغوي، وجملة المعطيات غير اللغوية التي تعود إلى المكون البلاغي.
إنَّ النظرية الحجاجية التي طوَّرها ( أوزوالد ديكرو ) و( جون كلود أنسكومبر) تعتبر أن الوقائع الحجاجية - في حقيقتها - مكوِّنات للبنية الداخلية للغة ذاتها، و هو منطلق نظريتهما الحجاجية التي تستمد مشروعيتها من رؤية التداولية المدمجة
انطلاقا من هذه النظرة يرى ديكر وأن موضوع الدرس الحجاجي اللساني، هو تلك العلامات المنطبعة في بنية اللغة، والتي تحدد القيمة الحجاجيةلملفوظاتها، بفضل ما تتضمنه من إرشادات حجاجية، و التي لها دور أساسي في توجيه المعنى وحصره (العوامل الحجاجية )، أو الربط بين بنيتين ربطا حجاجيا (الروابط الحجاجية)، وكذا تشكيل العلاقات السلَّمية ( السلم الحجاجي ). و النتيجة "أن اللغة لن تبقى مجرد أداة للحجاج بل ستصير محلا له" (
عرّف ديكرو الحجاج اللسانيبقوله:"حين نصف خطابا ما بأنَّه خطاب حجاجي، فذلك معناه أن هذا الخطاب يحتوي على ملفوظين اثنين على الأقل: (م1)، (م2)، حيث يقوم أحدهما بتعزيز وإسناد الآخر، ويسمى الأول حجة والثاني نتيجة"( لقد انبثقت نظرية الحجاج في اللغة من داخل نظرية الأفعال اللغوية التي وضع أسسها أوستين إنَّ فعل الحجاج هو أن يقدم المتكلم قولا (ق1) ،[ أو مجموعة من الأقوال ] ، موجهة إلى جعل المخاطب يقبل قولا آخرا (ق2) [ أو مجموعة أقوال ] ، سواء أكان (ق2) صريحا أم ضمنيا ، وهذا الحمل على قبول (ق2) على أنه نتيجة للحجة (ق1) يسمى عمل المحاجَّة ( إن قبول المتلقي لـ ( ق2 ) وما ينجر عنه من أثر نتيجة لـ ( ق1) ، يشكل من منظور نظرية أفعال الكلام فعلا ناتجا عن الفعل الحجاجي ( من اهتمامات التداولية المدمجة نظرها إلى اللغة باعتبارها قيد يضبط نسق ترتيب الأقوال في النصوص والخطابات ، إذ أن ترابط الأقوال مسجل في بنية اللغة بصفة علاقات توجِّه القول وجهة دون أخرى، وتفرض ربطه بقول دون آخر ( شكري المبخوت ، د.ت ، ص 352). إن هذا التوجيه هو الذي يدعو إلى البحث في التعالقات الحجاجية الممكنة ، إذ أنّ مبرراتها موجودة في البنية اللغوية للقول ذاته ، وليست رهينة المحتوى الخبري للقول، ولا رهينة أي بنية استدلالية صناعية من خارج نظام اللغة ، وهذا ما يجعل البحث في هذه المسألة من صميم البحث في منطق الخطاب، ومن ثمَّ فإنَّ الحجاجيات اللسانية تقف عند حدود الخطاب فقط، ولا تتجاوزه إلى وقائع أخرى ( خارج الإطار اللساني)، كأن تتعلق بالمنتج الفعلي/ الافتراضي للخطاب وما قد يتعلق به من أبعاد نفسية واجتماعية ( رشيد الراضي ، 2010 ، ج2 ص83). إن كون اللغة لها وظيفة حجاجية ،" يعني أن التسلسلات الخطابية محددة لا بواسطة الوقائع ( رأينا سابقا أنّ النظرية اللسانية التي وضع أسسها اللغوي الفرنسي ديكرو ( وفي ما يلي سنحاول أن نتتبع مسألة من أهم المسائل المدرجة عند الباحثين ضمن النظرية الحجاجية في المستوى اللساني وهي مسألة العوامل الحجاجية ( يرى ديكرو أن أي عبارة لغوية تتضمن إرشادات ، هي عبارة عن مجموعة من التوجيهات تقدمها للمهتم بفعل التأويل ، والذي هو مطالب بالبحث في بنية الخطاب عن المعطيات التي تفيد بصورة ما في إعادة بناء المعنى الذي يقصده المتكلم، كون هذه الإرشادات( الحجاجية ) تقوم بتعيين الخطوات التي ينبغي إتباعها لإسناد معنى محددا للملفوظ ( يقول موشلر : " إذا كانت مجموعة (أ) من الملفوظات تشترك في نفس المحتوى ( ن ) ، و مجموعة (أ) من الملفوظات تشترك في نفس المحتوى (نَ)، بالوجه الذي تكون معه (ن)=(نَ)+ و / حيث : و عامل حجاجي من قبيل : تقريبا ، تماما ، بعد ، زال ، أوشك ، قليلا ، كثيرا ... ، فإنَّ :(و) يعتبر عاملا حجاجيا ، إذا كانت إمكانيات الحجاج التي تنتجها (أَ) مختلفة عن تلك التي تنتجها (أ)، من غير أن يكون ذلك متولدا من المعلومات التي يضيفها ( و )، أي عن القيمة الخبرية المجردة " مثال : ( م1 ) - محمد بلغ الخامسة من عمره . (م2) - محمد ( ما يزال ) في الخامسة من عمره. إن الملفوظ ( م1) يخلو من أي عامل حجاجي، في حين أن الملفوظ (م2) يتضمن عاملا حجاجيا هو: ما يزال ، وقد أدى وجود هذا العامل في ( م2) إلى زيادة طاقته الحجاجية في الاتجاه الموجب ، لأنَّ ما يزال لا تضمن أي قيمة خبرية تضاف إلى(م1) بقدر ما تؤشر بأن المتكلم يعلمنا أن سن الخامسة سن مبكرة للغاية لمقصد حجاجي ( رشيد الراضي ، 2010، ج2 ص 99 ). فتعريف العامل الحجاجي عند جاك موشلر "ينص على أن التحويل الذي يحدثه العامل الحجاجي في المحتوى الدلالي للملفوظ الذي يرد فيه ، لا يكون مستمدا من القيم الخبرية التي يضيفها هذا العامل، وإنما من مجرد وظيفته التحويلية الخالصة" ( رشيد الراضي ، 2010، ج2 ص 99 ). فحصر الاحتمالات الممكنة للمعنى(الدور الحجاجي للعامل)، مستقل عن أي تعديل في المضمون الخبري (جاك موشلر و آن روبول ، 2010، ص 338). إن العامل الحجاجي إذ يدخل على الملفوظ يكسبه ثلاثة مظاهر حجاجية أو ثلاث وظائف حجاجية: (عز الدين الناجح ، 2011، ص 35) ● القضاء على تعدد الاستلزامات والنتائج : وهذا بنقل المتلقي من التعدد والغموض إلى وحدة النتيجة والمقصد، بحصرالمسالك التأويلية(les chemins interprétatifs ) ، ويتم هذا بنقل الملفوظ من البعد الإبلاغي إلى البعد الحجاجي. ●
تنشيط المواضع:[7]( ● تقوية التوجه نحو النتيجة (ن): وهذا على صعيد ما يسمى بالسلالم الحجاجية، التي يمكن اعتبارها آلية من آليات البرهنة على مقولة التوجه الحجاجي، بل و حجاجية اللغة. مثلما رأينا سابقا فإنَّ نظرية الحجاج في اللغة هي نظرية في الدلالة ، و هي ترفض تصورات للدلالة باعتبارها مطابقة للواقع " وذلك لفائدة تصوّر يكاد يكون فضائيا للمعنى باعتبار أن اتجاه ما يقوله الملفوظ (م1 ) ( و كذلك المتلفظ باعتباره متلفظا ) هو النتيجة( ن1) التي وُجّه إليها هذا الملفوظ"(باتريك شارودو و دومنيك منغنو ، 2008، ص 399). إننا نتكلم هنا عن وجهة محددة للملفوظ. جاء في القاموس الموسوعي للتداولية : " إن الوجهة الحجاجية هي الاتجاه الذي [يعيّن ] للقول قصد الوصول إلى هذا القسم من الاستنتاجات أو إلى غيره، إن الوجهة الحجاجية هي خاصية من خصائص الجملة موضوع أداء القول، وهي التي تحدِّد معنى القول "( جاك موشلر و آن روبول ، 2010، ص 377) . فمن هذه الزاوية، فإن القيمة الحجاجية للكلمة هي الوجهة التي تحددها للخطاب، و يطابق التوجيه الحجاجي للكلمة معناها نفسه (باتريك شارودو و دومنيك منغنو ، 2008، ص 399)، فأن تدل كلمة هي أنها توجّْه. يقول ديكرو: " لكي يقدَّم (ق1) كحجة تفضي و تقود إلى التسليم ب (ق2) لا يكفي بذلك أن يكون (ق1) من الحجج التي تضمن الإذعان ب (ق2)، وإنما البنية اللغويةلـ (ق1) يجب أن تنهض بشروط من شأنها أن تؤهله لكي يكون حجة تقود إلى (ق2)"( إننا نتكلم عن حركة من وضع أول( معلوم ) إلى وضع ثان ( مستهدف ) ، قد يكون معلوما (صريحا) أو غير معلوم (ضمني)، وهو النتيجة التي يروم المتكلم استهداف المتلقي بها . فإذا كانت " اللغة حجاج محض، فإن الحجاج توجيه صرف"( عز الدين الناجح ، 2011، ص 31 ) . إن مسألة التوجيه – وإن كانت مرتبطة بأدوات لغوية محققة لها - فإنّها يمكن أن تتحقق كذلك بواسطة الوصف ، كون فعل الوصف في حد ذاته يمكن أن ينتج عنه حصر و تسييج للقيم الحجاجية ، إذ"يرَدُ التوجيه التقويمي للملفوظ الوصفي إلى المعجم المستخدم في تعيين خاصيات الموصوف ، فقد يكون مشحونا قيميا ، فيقتضي حكما معياريا أخلاقيا أو جماليا ، فيكشف بالتالي ذاتية الوصف و موقفه " (محمد القاضي و آخرون ، 2010 ، ص 125) . فالتوجيه الحجاجي يمثَّل جانب الإكراه في توظيف اللغة واستخداماتها الممكنة ، ويمكّن من التوصل إلى قصد المتكلم بشكل دقيق و مباشر ، كونه فعالية مهمة محقّقة لنجاعة التواصل برسم حدود التأويل الدقيق . ترتبط كل حجة بنتيجة واحدة على الأقل ، أي أنها تسلك مسلكا يقودها نحو هذه النتيجة أو تلك، ويطلق على هذا المسلك : التوجه الحجاجي ( ● التوجه الحجاجي الأحادي : هو توجه حجة واحدة نحو نتيجة واحدة . ● التوجه الحجاجي الثنائي: هو توجه حجة نحو نتيجتين. ● التوجه الحجاجي المتعدد: هو توجه حجة إلى أكثر من نتيجتين. يقول موشلر : " إذا كان الملفوظ يتألف من أكثر من حجة ، فإن هذه الحجج تتسق في ما بينها اتساقا حجاجيا ، و هي في اتساقها هذا إما أن تشترك بتوجهها مساندةً ● الحجج المتعاندة: نقول عن ملفوظين أنهما حجتان متعاندتان ، إذا تم سوقهما لمساندة نتيجتين متعارضتين، أي أن كل حجة تساند نتيجة هي نقيض النتيجة التي تساندها الحجة الأولى ● الحجج المتساندة : يمكن أن تؤيَّد النتيجة الواحدة بعدة حجج كقولنا: ( كان المطر يتهاطل ، وكنت بعيدا عن محطة الحافلة ، فأكتريت سيارة طاكسي). فنكون أمام مجموعة من الحجج المتوجهة نحو نفس النتيجة ، والتي لا تكون لازمة ولاكافية إذا ما نظر إليها مفصولا بعضها عن بعض ، لكن إذا ما اعتبرت مجموعة فإن"بعضها يدعم البعض الأخر فـ " دليلان أفضل من دليل واحد " ( باتريك شارودو و دومنيك منغنو ، 2008 ، ص 72 ) . أبو بكر العزاوي : الحجاج في اللغة ، (ضمن كتاب الحجاج مفهومه ومجالاته)عالم الكتب الحديث،الأردن،ط1 (2010)ج1ص 56- 75. أمين بوشبوط :الروابط الحجاجية في اللغة العربية، رسالة ماجستير (مخطوط) ، جامعة الجزائر، 2008-2009. باتريك شارودو، دومينيك منغنو : معجم تحليل الخطاب ، تر:عبد القادر المهيري وحمادي صمود ، المركز الوطنيللترجمة ، تونس (2008). جاك موشلر و آن روبول : القاموس الموسوعي للتداولية ، تر: مجموعة من الأساتذة (إشراف عز الدين المجدوب)، المركز الوطني للترجمة.تونس،ط2(2010). رشيد الراضي: الحجاجيات اللسانية والمنهجية البنوية ( ضمن كتاب الحجاج مفهومه ومجالاته)، عالم الكتب الحديث، الأردن ،ط1(2010) ج2 ص 79- 114. شكري المبخوت : نظرية الحجاج في اللغة ( ضمن كتاب أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم) ،منشوراتالآداب ، جامعة منوبة (تونس ) . د .ت. عز الدين المجدوب : إطلالات على النظريات اللسانية و الدلالية في القرن في النصف الثاني من القرن العشرين ( مختارات معربة) ، تر : مجموعة من الاساتذة ، بيت الحكمة ، تونس (2012). عز الدين الناجح : العوامل الحجاجية في اللغة العربية. مكتبة علاء الدين ،صفاقس ، تونس(2011). محمد القاضي وآخرون: معجم السرديات، دار محمد علي للنشر،تونس(2010). J. C. Anscombre et O. Ducrot : L'argumentation dans la Langue , pierre mardaga , (1983). J. Moeschler : Argumentation et conversation ; Hatier –credif ,(1985). Oswald Ducrot : le dire et le dit , les éditions de minuit , paris , (1984). [1] - تخالف التداولية المدمجة في الدلالة التوجه القائم على التصور الخطي للعلاقة بين التركيب و الدلالة والتداول . فالتركيب يعنى بقواعد التأليف في البنية اللغوية لتحديد درجة نحويتها ، وتعنى الدلالة بالعلاقة بين العلامات ومراجعها التي تحيل عليها ، أما التداول فيعنى باستعمال الجمل في مقام محدَّد. أما في إطار التداولية المدمجة فإنه لا وجود للمعالجة الخطية للقول، بل يوجد جمع بين معلومات لغوية (المنتمية إلى المكون اللغوي) ، ومعلومات غير لغوية (المنتمية إلى المكون البلاغي) . [2]- إن الجملة عند ديكرو " بنية لغوية ثابتة ، في مقابل القول الذي يعتبر استعمالا مخصوصا للجملة و إنجازا لها ". [3]- إن القيمة الإحالية للقول و المعلومات التي يقدمها مرتبطان بالمحيط الذي جرى فيه استخدام القول ، بما أن هذا المحيط هو الذي يمكِّن من تحديد مرجع العبارات الإشارية : أنا ، أنت ، هو ،هنا ، الآن ...إلخ. للتوسع أكثر ينظر : [4]- يذهب (ديكرو) أنه عندما نضيف قيما حجاجية في الدلالة ، نكون قد شرعنا في وصف الجمل بالنظر إلى ما نصنعه بهذه الجمل عند التلفظ بها ، لكن عمل التلفظ بها ينتج قيما ثانوية ، تجعل من وجهة نظر حجاجية معنى القول غير متوقع انطلاقا من الجملة وحدها . ينظر [5]- يقدم ديكرو مجموعة من الأمثلة و التعليقات لتبرير ما ذهب إليه، فنجده يقول: " نعلم أن الجملة نفسها قد تصلح لإنجاز أعمال مختلفة ، فقد تصلح جملة خبرية نحويا على سبيل المثال: الطقس حار. للإثبات أوالتذكير أو توجيه لوم أو تقديم شكر أو طلب أو رجاء (...) لذا ينبغي أن لا نكتفي بمعرفة الجملة ، بل ينبغي معرفة المقام الذي أنجزت فيه لمعرفة ما يفعله بها من يتلفظ بها ". ينظر : [6]- يميّز جاك موشلر بين نوعين من العوامل التي تحدد الوجهة الدلالية للملفوظ : العوامل الخطابية و العوامل اللغوية. فالعوامل الخطابية عنده هي ضروب التعقيب و الاستئناف التي يسمح بها الملفوظ . أما العوامل اللغوية فالمقصود بها هو حضور الواسمات اللغوية المختصة في تعيين الوجهة الحجاجية ، و تسمى هذه الواسمات عنده عوامل حجاجية . والعامل الحجاجي – حين يجري في الجملة – يقيّد احتمالاتها عندما يعيّن لها وجهة حجاجية . مثــــــال: ● ( أ ) . ستفلس .( إن ثمن هذه البضاعة 200 فرنك ) ● (ب) . ستوفر مالا كثيرا . ( إن ثمن هذه البضاعة 200 فرنك ). ففي المثالين ( أ) و (ب) يكون القول : (إن ثمن هذه البضاعة 200 فرنك) محايدا من ناحية الوجهة الحجاجية، فيمكن أن يؤدي إلى النتيجة : ستفلس. كما يمكن أن يؤدي إلى النتيجة المعاكسة : ستوفر مالا كثيرا. في حين أن وجود التعقيب : ستفلس في ( أ ) ، سيحصر النتيجة في اتجاه واحد وهي أن: (البضاعة باهظة الثمن ) و الأمر نفسه مع التعقيب : ستوفر مالا كثيرا في ( ب ) ، حيث سيكون حصر النتيجة في اتجاه: (البضاعة رخيصة الثمن). فالتعقيب : ستفلس / ستوفر مالا كثيرا ، هو الذي يحدد الوجهة الحجاجية للقول، و هنا نتكلم عن عوامل خطابية. ● ( أ ) . إن ثمن هذه البضاعة( لا) يساوي ( إلا ) 200 فرنك. فهذا القول لا يصلح إلا لنتيجة فحواها : بضاعة رخيصة الثمن./ ستوفر مالا كثيرا. نتيجة تقييد الوجهة الحجاجية للقول بالعامل : (...لا...إلا... ) . و هنا نتكلم عن عوامل حجاجية. للتوسع أكثر ينظر: ( جاك موشلر و آن روبول: 2010 ، ص 337-338) . [7]- إن مفهوم الموضع ( جمعه مواضع )، الذي أستعير من مواضع أرسطو ، مفهوم يعيّن مبادئ مقبولة داخل مجموعة لغوية ، و هذه المبادئ تكون بمثابة الدعائم للعملية الحجاجية ، فإذا برزت رغبتي – مثلا - في متابعة سباق دورة فرنسا للدراجات عند بلوغه نقطة ألب هواز لــذكر المرجع كمال بخوش، « الأسس المعرفية لمقاربة النصوص الحجاجي- عرض مفهومي لمصطلحي :(الحجاج اللغوي) و (العامل الحجاجي.) » تعليميات العدد رقم 9 جانفي-جوان 2016 ، [ للتحمــــيل:
● 1
● 2